معنى الرقية وصفتها
- معنى الرقية :
التعويذة بقراءة كلمات على المصاب رجاء البرء .
جـ- تعريف الرقية :
قال العلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في فتح المجيد في تفسير قوله صلى الله عليه وسلم ” إن الرقى والتمائم والتوله شرك ” قال ( هي التي تسمى العزائم ، وخص منه الدليل ما خلا من الشرك ، فقد رخص فيه الرسول صلى الله عليه وسلم من العين والحمه ) يشير إلى أن الرقى الموصوفه بكونها شركاً هي التي يستعان فيها بغير الله ، وأما إذا لم يذكر فيها إلا أسماء الله وصفاه وآياته ، والمأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فهذا حسن جائز ، أو مستحب .
ء- شروط الرقية :
قال الخطابي ، وكان عليه السلام قد رقى ورقى ، وأمر بها وأجازها ، فإذا كانت بالقرآن وبأسماء الله فهي مباحة أو مأمور بها ، وإنما جاءت الكراهة والمنع فيما كان فيها بغير لسان العرب ، فإنه ربما كان كفراً أو شركاً ، وقال شيخ الإسلام : كل اسم مجهول فليس لأحد أن يرقى به فضلاً عن أن يدعو به ، ولو عرف معناه ، لأنه يكره الدعاء بغير العربية ، وإنما يرخص لمن لا يحسن العربية ، فأما جعل الألفاظ الأعجمية شعاراً من دين الإسلام .
قال السيوطي : قد أجمع العلماء على جواز الترقي عند اجتماع ثلاثة شروط :
1- أن تكون بكلام الله أو بأسمائه وصفاته .
2- وباللسان العربي وما يعرف معناه .
3- وأن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بتقدير الله تعالى .
هـ- أدلة استحباب الرقى الشرعية من الأحاديث النبوية :
– ” اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً ” صحيح مسلم .
– ” من استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه ” قالها صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الرقى – صحيح مسلم .
– رقى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد اشتكيت ؟ فقال : نعم : قال جبريل عليه السلام باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ، من شر كل نفس أو عين حاسد ، الله يشفيك ، باسم الله أرقيك ” صحيح مسلم .
– لا رقية إلا من عين أو حمه أو دماً يرقأ ” .
وقال ابن القيم فر الرد على من احتج بالحديث على نفي جواز الرقية ما نصه .
” فالجواب أنه صلى الله عليه وسلم لم يرد به نفي جواز الرقية في غيرها ، بل المراد به ، لا رقية أولى وأنفع منها في العين والحمه ، ويدل عليه سياق الحديث ” .
وقال الحافظ ابن حجر بعد ما ساق حديث عمران بن حصين ” وأجيب بأن معنى الحصر فيها أنهما أصل كل ما يحتاج إلى الرقية ، فيلتصق بالعين جواز رقية من خبل أو مس ونحو ذلك ، لاشتراكهما في كونها تنشأ عن أحوال شيطانية من إنسي أو جني ” ثم يقول : وفي مسلم من طريق يوسف بن عبد الله بن الحارث عن أنس قال : ” رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقى من العين والحمه والنمله : قروح تخرج في الجنب .
صفة الرقية وما يرقى به :
– عن عائشة قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى الإنسان أو كانت به قرحه أو جرح ، قال بأصبعه ، هكذا ووضع سفيان سبابته بالأرض ، ثم رفعها ، وقال ” بسم الله ، تربة أرضنا بريق بعضنا ، يشفي سقيمنا بإذن ربنا ” رواه البخاري والمسلم – أخرج مسلم في صحيحه عن عثمان بن أبي العاص ، أنه شكى إلى النبي وجعاً يجده في جسمه منذ أسلم ، فقال صلى الله عليه وسلم : ” ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ” .
– أخرجا في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري ، قال : انطلق نفر من أصحاب صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم ، فأبوا أن يضيفوهم ، فلدغ سيد ذلك الحي ، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه ، فقال بعضهم : لو آتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعلهم أن يكون عند بعضهم شيء فأتوهم فقالوا : يا أيها الرهط : إن سيدنا لدغ ، وسعينا له بكل شيء ينفعه ، فهل عندكم أحد منكم من شيء ؟ فقال بعضهم نعم والله جعلا فصالحوهم على قطيع من الغنم ، فانطلق يتفل عليه ، ويقرأ : الحمد لله رب العالمين ، فكأنما نشط من عقال ، فانطلق بعضهم : اقتسموا ، فقال الذي رقي : لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان ، فننظر ما يأمرنا ، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر له ذلك ، فقال : ” ما يدريك أنها رقيه ، ثم قال ” قد أصبتم ، اقسموا واضربوا لي معكم سهماً ” .
– عن عائشة رضي الله عنها ” أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذات ، فلما ثقل أنفث عليه بهن ، وأسمح بيده نفسه لبركتها ” .
– عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ، ويقول : ” اللهم رب الناس اذهب البأس واشفه وأنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقماً ” .
– كان يعوذ الحسن والحسين رضي الله عنهما ” أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة ” ويقول ” إن أباكم كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق ” .
– ثبت في سنن أبي داوود في كتاب الطب أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في ماء في إناء وصبه على المريض ” .
من مجموع ما ذكر تبين أن من صفة الرقى أن :
1- يقرأ واضعاً يديه على موضع الألم .
2- ينفث ويمسح باليدين الجسد ( والنفث : نفس مع بلل في الريق خالي من اليزاق ).
3- يقرأ في ماء ويصبه على المريض .
4- القراءة عند رأسه أو عليه والدعاء له .
5- جمع البزاق والتفل ( خصوصاً في اللدغ ).
6- أخذ شيء من الريق ووضعها على الأرض ثم على موضع الألم مع الدعاء.
رقية المعتوه بالفاتحة ثلاثة أيام:
وهو من حديث خارجه بن السلط التميمي عن عمه ” أنه أتى الرسول صلى الله عليه وسلم ” فأسلم ، ثم أقبل راجعاً من عنده على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد ، فقال أهله إنا حدثنا أن صاحبكم قد جاء بخير فهل عندك شيء تداويه ، فرقيته بالفاتحة فبرئ فأعطوني مائة شاة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فقال هل إلا هذا فلعمري لمن أكل برقيه باطل ، لقد أكلت برقيه حق ” أخرجه أبو داود والنسائي واسناد أبي داود اسناد الصحيح .
م/ لقط المرجان