الإشعارات
مسح الكل

[مجاب] النية والرقية الشرعية

1 المشاركات
2 الأعضاء
0 الإعجابات
133 المشاهدات
0
منشئ الموضوع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

ما مدى تأثير الإيمان الداخلي للشخص واليقين في فعالية الرقية الشرعية وتاثيرها عليه وهل للايمان تاثير في الشفاء وعدم الشفاء؟ 

وجزاكم الله كل خير.

1 إجابة
0

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

قال ابن القيم: (ﻓﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﻮ اﻟﺸﻔﺎء اﻟﺘﺎﻡ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺩﻭاء اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ ﻭاﻟﺒﺪﻧﻴﺔ، ﻭﺃﺩﻭاء اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭاﻵﺧﺮﺓ، ﻭﻣﺎ ﻛﻞ ﺃﺣﺪ ﻳﺆﻫﻞ ﻭﻻ ﻳﻮﻓﻖ اﻻﺳﺘﺸﻔﺎء ﺑﻪ، ﻭﺇﺫا ﺃﺣﺴﻦ اﻟﻌﻠﻴﻞ اﻟﺘﺪاﻭﻱ ﺑﻪ، ﻭﻭﺿﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺩاﺋﻪ ﺑﺼﺪﻕ ﻭﺇﻳﻤﺎﻥ، ﻭﻗﺒﻮﻝ ﺗﺎﻡ، ﻭاﻋﺘﻘﺎﺩ ﺟﺎﺯﻡ، ﻭاﺳﺘﻴﻔﺎء ﺷﺮﻭﻃﻪ، ﻟﻢ ﻳﻘﺎﻭﻣﻪ اﻟﺪاء ﺃﺑﺪا).

ﻭﻛﻴﻒ ﺗﻘﺎﻭﻡ اﻷﺩﻭاء ﻛﻼﻡ ﺭﺏ اﻷﺭﺽ ﻭاﻟﺴﻤﺎء اﻟﺬﻱ ﻟﻮ ﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺒﺎﻝ ﻟﺼﺪﻋﻬﺎ، ﺃﻭ ﻋﻠﻰ اﻷﺭﺽ ﻟﻘﻄﻌﻬﺎ، ﻓﻤﺎ ﻣﻦ ﻣﺮﺽ ﻣﻦ ﺃﻣﺮاﺽ اﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭاﻷﺑﺪاﻥ ﺇﻻ ﻭﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﻭاﺋﻪ ﻭﺳﺒﺒﻪ، ﻭاﻟﺤﻤﻴﺔ ﻣﻨﻪ ﻟﻤﻦ ﺭﺯﻗﻪ اﻟﻠﻪ ﻓﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ، -زاد المعاد في هدي خير العباد (4/ 352)-.

سر تأثير الرقية

قال ابن القيم ” وفي تأثير الرقى بالفاتحة وغيرها في ذوات السموم سر بديع ، فإن ذوات السموم أثرت بكيفيات نفوسها الخبيثة ، وسلاحها حماتها التي تلدغ بها وهي لا تلدغ حتى تغضب ثار فيها السم ، فتقذفه بآلتها ، وقد جعل الله تعالى لكل داء دواء ، ولكل شيء ضدا ، ونفس الراقي تفعل في نفس المرقي فيقع بين نفسيهما فعل وانفعال ، كما يقع بين الداء والدواء ، فتقوى نفس الراقي وقوته بالرقية على ذلك الداء ، فيدفعه بإذن الله ، ومدار تأثير الأدوية والأدواء والانفعال وهو كما يقع بين الداء والدواء يقع بين الداء والدواء الروحاني والطبيعي ، وفي النفث والتفل استعانة بتلك الرطوبة والهواء ، والنفس المباشر للرقية والذكر والدعاء ، فإن الرقية تخرج من قلب الراقي وفمه ، فإذا صاحبها شيء من أجزاء باطنه من الريق والهواء والنفس ، وكانت أتم تأثيراً ، وأقوى فعلاً ونفوذاً ، ويحصل بالإزدواج بينها كيفية تقابل تلك النفوس الخبيثة ، وتزيد بكيفية نفسه ، وتستعين بالرقية وبالنفث على إزالة ذلك الأثر وكلما كانت كيفية نفس الراقي أقوى ، كانت الرقية أتم واستعانة بنفثه كاستعانة تلك النفوس الرديئة بلسعها .

وفي النفث سر آخر ، فإنه مما تستعين به الأرواح الطيبة والخبيثة ، ولهذا تفعله السحره كما يفعله أهل الإيمان . قال تعالى ” ومن شر النفاثات في العقد ” وذلك لأن النفس تتكيف بكيفية الغضب والمحاربة ، وترسل أنفاسها سهاماً لها ، وتمدها بالنفث ، والتفل الذي معه شيء من الريق مصاحب لكيفية مؤثرة والسواحر تستعين بالنفث استعانة بينه ، وإن لم تتصل بجسم المسحور ، بل تنفث على العقدة وتعقدها وتتكلم بالسحر ، فيعمل ذلك في المسحور بتوسط الأرواح السفلية الخبيثة ، فتقابلها الروح الزكية الطيبة بكيفية الدفع والتكلم بالرقية ، وتستعين بالنفث ، فأيها قوى كان الحكم له ، ومقابلة الأرواح بعضها لبعض ومحاربتها وآلتها من جنس مقابلة الأجسام ، ومحاربتها وآلتها سواء ، بل الأصل في المحاربة والتقابل للأرواح والأجسام آلتها وجندها ولكن من غلب عليه الحس لا يشعر بتأثيرات الأرواح وأفعالها وانفعالاتها لإستيلاء سلطان الحس عليه ، وبعده من عالم الأرواح ، وأحكامها وأفعالها والمقصود أن الروح إذا كانت قوية وتكيفت بمعاني الفاتحة ، واستعانت بالنفث والتفل ، قابلت ذلك الأثر الذي حصل من النفوس الخبيثة . فأزالته والله أعلم .

شروط الانتفاع بالرقية :

قال ابن القيم في الداء والدواء : ” ولكن ههنا أمر ينبغي أن يتفطن وهو أن الأذكار والآيات أو الأدعية التي يستشفي ويرقى هي في نفسها نافعة شافية ولكن تستدعي :
1- قبول المحل .
2- قوة الهمة من الفاعل وتأثيره .

فمتى تخلف الشفاء كان السبب :

أ- ضعف تأثير الفاعل .
ب- عدم قبول المنفعل .
جـ- مانع قوي فيه يمنع أن ينجح فيه الدواء .
فإن الطبيعة إذا أخذت الدواء بقبول تام كان انتفاع البدن به بحسب ذلك القبول ، فكذلك القلب إذا أخذ الرقى والتعاويذ بقبول تام ، وكان للراقي نفس فعاله ، وهمه مؤثرة في إزالة الداء .
واعلم أن هذه الرقى أسلحة محتاجة إلى إيمان قائلها ، وقوة نفسه ، واستعداده وقوة توكله وثبات قلبه والسلاح بضاربه .

error: !! المحتوى محمي !!